منى نعلاوي
" ميت ولو كان حي " جملة سمعناها كثيرا على لسان أجدادنا تجسد الكثير من حكاياهم ، لم نكن نعلم أننا سنشهدها يوما في سجلاتنا الرسمية ، الميت الحي عنوان مرحلة أوصلتنا إليها حكومة النهضة .
ميت على قيد الحياة يروي تفاصيل وفاته ...
يقول المتوفي محمد مقبل الزنغري ضاحكا مستغربا " استعجلوا على موتي ليقصوا راتبي " ، وتابع " توجهت يوم الخميس بتاريخ 25 / 2 / 2021 لاستلام راتبي التقاعدي الشهري من البنك في وادي الحجر استعدادا لحظر يوم الجمعة ، تفاجأت بطلب البنك مني مراجعة مؤسسة الضمان الاجتماعي لعدم وجود راتب مخصص لي هذا الشهر ، توجهت للضمان لأتبين المشكلة ، وما وجدته هناك كان صدمة بكل معنى الكلمة ؛ فقد أخبرتني الموظفة هناك بأن راتبي موقوف والسبب كان هو الصاعقة ؛ وهو الوفاة ... الحيرة والدهشة لم تُصب موظفي البنك والضمان فقط ،لا بل و بدأت أنا الميت الحي أتحسس نفسي ، وأغلظ الأيمان بأنني لا زالت على قيد الحياة "...
ولم تكن تلك نهاية صدمات هذا اليوم ، فحسب المواطن المتوفي ؛ المصيبة الأكبر هي اكتشافه بأن تاريخ الوفاة سجل في 21 / 1 / 2020 ، والمفارقة هنا هو أنه ولمدة عام بعد الوفاة يقوم باستلام راتبه التقاعدي من البنك شهريا وبانتظام دون أية مشاكل .
ويضيف المواطن المتوفي قائلا " موتوني وأنا حي ، وأنا رجل في أواخر العمر كل ما أنشده هو الحياة الكريمة بكرامة ، راتبي التقاعدي هذا كان يكفيني شر سؤال الناس والآن توقف ، حتى أبسط ما نتمناه كشعب مكافح تستكثره حكومتنا علينا ، لنا الله ".